بطلان حكم التحكيم
بطلان حكم التحكيم
http://dx.doi.org/10.18576/asuj/010304
E-mail: [email protected]
Received: 30 Jun.2018 Revised: 15 Aug. 2018 Accepted: 11 Nov. 2018 Published: 1 Jan. 2019
Abstract: Arbitration is the way chosen by the parties to resolve disputes arising from the contract by
asking the dispute and decide it in front of one or more persons are called, the arbitrator or arbitrators,
without resorting to Alqdhae. oukd it became known that the judgment whether a court ruling or
arbitration award is subject to the reasons public nullity that would spoil any judgment, t is for these
reasons error in estimating the directory and palaces essential in the causation and the prejudice to the
right of defense and corruption in the inference, and contrary hard in the stock since it is not advisable
to have challenged the provisions of the arbitration is limited to the reasons cited by only the Arbitration
Act, and the omission of the reasons for the important nullity, and the most dangerous - and accepted in
the general rules of procedural law - the proverb that the legislature did not include these reasons in the
Arbitration Act, which is not correct with the nature of things so that the nullity one though numerous
tributaries. This and divide the reasons for the appeal decision arbitration to groups which reasons that
relate to the content of the decision, and the reasons that relate to the competence of the tribunal, and
also the reasons that relate to arbitration proceedings and finally causes that are based on the violation of
public order rules. The differing legal systems in those reasons, as well as Alagalt international.
*
Corresponding author E-mail : [email protected]
© 2019 NSP
Natural Sciences Publishing Cor.
58 مجلة جامعة العلوم التطبيقية المجلد 3العدد 2019 1
تباين أسباب الطعن في قرار التحكيم
" دراسة مقارنة "
د .مؤيد حسن الطوالبه
الملخص :التحكيم هو الطريقة التي يختارها االطراف لفض النزاعات التي تنشأ عن العقد عن طريق طرح النزاع والبت فيه أمام شخص
أو أكثر يطلق عليهم اسم ،المحكم أو المحكمون ،دون اللجوء إلى القضاء.وقد بات من المعلوم أن الحكم سواء كان حكما ً قضااييا ً أو حكام
تحكيم يخضع ألسباب ال بطالن العامة التي من شأنها إفساد أي حكم" ،ومن هذه األسباب الخطاأ فاي تقادير الادليل والقااور الجاوهري فاي
التسبيب واإلخالل بحق الدفاع والفساد في اإلستدالل ،ومخالفة الثابت في األوراق إذ من غير المستساغ أن يكون الطعن في أحكام التحكيم
قاصراً على األسباب التي أوردها قانون التحكيم فحسب ،وإغفال أسباب البطالن الهامة ،واألكثر خطورة – والمتعارف عليها في القواعاد
العامة في قانون االجراءات – بمقولة أن المشرع لم يدرج هذه األسباب في قاانون التحكايم ،وهاو ماا ال يساتقيم ماع طبيعاة األماور ذلا أن
البطالن واحد وإن تعددت روافده .هذا و تقسم األسباب التي تستدعي الطعن بالقرار التحكيمي إلاى مجموعاات وهاي األساباب التاي تتعلاق
بمحتوى القرار ،واألسباب التي تتعلق باختااا هيةاة التحكايم ،وايضاا األساباب التاي تتاال بااجراءات التحكايم واخياراً األساباب التاي
تستند إلى مخالفة قواعد النظام العام .وقد تباينت االنظمة القانونية في تل االسباب وكذل االتفاقيلت الدولية .
كلمات مفتاحية :تحكيم ،قرار تحكيم ،بطالن ،نزاع ،معاهدة.
1المقدمة:
كبيارا مان الادول
ً تغييرا جذريًا في معطياته االقتاادية حتى باات ههاور كياناات اقتااادية دولياة تجماع عاددًا
ً يشهد العالم منذ فترة طويلة
أمرا مرغوبًا فيه ،بعد أن وجد المقاومة والتحدي لفترة طويلة من الزمان ،ولقاد كاان ذلا كلاه نتيجاة لماا أوجاده التطاور الطبيعاي للبشاريةً
سواء في قنوات االتاال أو الخدمات المعلوماتية أو التقنية وغير ذل .فالتقدم االقتاادي ماع كوناه الجاناب الهاام فاي التطاور الحضااري
يعبر أيضًا من أهم المؤثرات المباشرة في جوانب الحياة األخرى اجتماعية كانت أو سياسية وتعتبر الااور المتنوعاة للنشااطات التجارياة
من أهم إفرازات هذا التطور ،وقد نتج عن ذل تولد نوعًا من النزاعات االقتااادية تقاوم باين اصاحاب العقاود التجارياة ساواء كانات تلا
العقاود عقاود للتجاارة الداخلياة أو الدولياة ،وقااد أوجبات تلا النزاعاات ههاور إحاداثيات جدياادة فاي مجاال القضااء وفاض المنازعاات بااين
أطراف الخاومات عرفت باسم " التحكيم ".
لقد ههر التحكيم في المجال التجاري كطريق ثان يسير جنبًا إلى جنب مع القضاء بل وتفوق على القضاء في بعض األحيان وذل باختيار
أطراف المنازعات للتحكيم طريقًا لفال النزاع بينهما والبعد عن القضاء العادي ِل َما فيه من إجراءات معقدة قاد تساتغرق وقتًاا طاويالً مان
الزمن للوصول إلى حل.
وبالعودة إلى ههور أو معرفة ماطلح التحكيم نجد أنه ماطلح ليس بالجديد بل ههر منذ زمان طويال ،فعرفاه العارب قبال اإلساالم ،كماا
مارس المسلمون األولون التحكيم على نطاق واسع باعتباره وسيلة ناجحة لحل المنازعات في جميع األمور.
أما في العار الحديث فلقد ارتبط نمو المعامالت الدولية والمحلية بتزايد اللجوء إلى التحكيم كطريق لحل المنازعات حتى أنه أصبح سمة
بارزة في المعامالت المحلية والدولية ،فموضوع التحكيم يعد من الموضوعات ذات األهمية الكبيرة في العمل التجاري في الوقت
الحاضر ،وسوف تزداد أهميته في المستقبل حسب توقعاتنا لما سبق ذكره من تطور للحياة االقتاادية.
2االطار العام للبحث:
2-1أهمية البحث:
تكمن اهمية الدراسة في ان قرار الحكم سواء كان حكما ً قضاييا ً أو حكم تحكيم يخضع ألسباب البطالن العامة التي من شأنها إفساد أي
حكم" ،ومن هذه األسباب الخطأ في تقدير الدليل والقاور الجوهري في التسبيب واالخالل بحق الدفاع والفساد في االستدالل ،ومخالفة
الثابت في األوراق إذ من غير المستساغ أن يكون الطعن في أحكام التحكيم قاصرا ً على األسباب التي أوردها قانون التحكيم فحسب،
وإغفال أسباب البطالن الهامة ،واألكثر خطورة ،والمتعارف عليها في القواعد العامة في قانون االجراءات المدنية ،بمقولة أن المشرع
لم يدرج هذه األسباب في قانون التحكيم ،وهو ما ال يستقيم مع طبيعة األمور ذل أن البطالن واحد وإن تعددت روافده.
2-2مشكلة البحث:
إن مشكلة هذا البحث تكمن في تنوع اسباب الطعن في القرار التحكيمي بالدول المختلفة وذل وفق حاالت عديادة إماا ناات عليهاا قاوانين
اا صري ًحا أو جاءت ناوصها ضمنيًا ولم يارح بها المشرع. التحكيم ن ً
كذل فان اختالف اسباب الطعن في القرار التحكيمي في االتفاقيات الدولية والمعاهدات اإلقليمية وايضا ً التشريعات الوطنية يعد من
األهمية بمكان اذ يجب التطرق إليها إلههارها وفق أحدث المعايير التحكيمية ،اذ ان هناك تباين واضح بين ما جاءت به االتفاقيات الدولية
والمعاهدات اإلق ليمية وما جاءت به التشريعات الوطنية وخاصة العربية منها في هذا الشأن .هذا وأن األسباب التي تنص عليها القوانين
الوطنية لبطالن حكم التحكيم هي ذاتها التي تؤدي – كمبدأ عام – إلى عدم االعتراف بأحكام التحكيم التجاري الدولي وتنفيذها في إقليم
الدولة.
2-3منهجية البحث:
سنعتمد في بحثنا هذا على المنهج الوصفي التحليلي المقارن بين النظم الدولية والتشريعات الداخلية للدول المختلفة.
2-4خطة البحث:
ومن خالل خطة بحث علمية مقسمة الى ما يلي- :
المبحث االول -أسباب بطالن الحكم التحكيمي في االتفاقيات وقواعد التحكيم الدولية.
المطلب األول :أسباب متعلقة بمحتوى القرار.
المطلب الثاني :أسباب متعلقة باختصاص هيئة التحكيم
المطلب الثالث :أسباب متعلقة بإجراءات التحكيم
المطلب الرابع :أسباب متعلقة بمخالفة قواعد النظام العام
المبحث الثاني :أسباب بطالن حكم التحكيم وفق القوانين الوطنية.
المطلب األول :عدم وجود اتفاق تحكيم أو بطالنه أو سقوطه بانتهاء مدته أو قابليتة لالبطال
المطلب الثاني :تعذر تقديم الدفاع من أحد أطراف النزاع
المطلب الثالث :تشكيل الهيئة أو تعيين المحكمين خالف االتفاق
المطلب الرابع :استبعاد الحكم للقانون الموضوعي محل االتفاق
المطلب الخامس:الفصل في أمور لم يشملها اتفاق التحكيم
المطلب السادس :وقوع بطالن في حكم التحكيم أو في إجراءات خصومة التحكيم
المطلب السابع :مخالفة التحكيم لقاعدة متعلقة بالنظام العام
المبحث األول
أسباب الطعن في قرار التحكيم في االتفاقيات وقواعد التحكيم الدولية
سنعالج من خالل هذا المبحث أسباب بطالن حكم التحكيـم وفـق االتفاقيات والقواعد والقوانين الدولية وكما يلي:
المطلب األول
أسباب متعلقة بمحتوى القرار
لكي تاح اقامة الدعوى لسبب متعلق في محتوى قرار التحكيم فنشير الى نص الفقرة ( /3هـ) المادة ( )25من اتفاقية واشنطن عام
3692م ،حيث تنص على أنه "يجوز ألي طرف من الطرفين أن يقدم طلبا ً كتابيا ً إلى السكرتير العام إللغاء الحكم ألي سبب من األسباب
اآلتية:
()1
( ........فشل المحكم في ذكر األسباب التي بنى عليها)" .
وقد سارت كل القوانين الوطنية نفس المسار في تحديدها ألسباب الطعن في القرار التحكيمي المتعلقة بمحتوى القرار حيث يعتبر التسابيب
من الشروط التي يجب توافرها لااحة القارار التحكيماي .ويالحا أن اتفاقياة نيوياورك لعاام 3621قاد تجاهلات ذلا فاي الماادة ( )2منهاا
والتي تنص على الحاالت التي من شأنها التسبب في بطالن قرار التحكيم ،اذ تنص هذه المادة على
"ال يجوز رفض االعتراف وتنفيذ الحكم بناء على طلب الخام الذي يحتج عليه بالحكم إال إذا قدم هذا الخام للسلطة المختااة فاي البلاد
المطلوب إليها االعتراف والتنفيذ الدليل على:
.166 – 161 ( ) 1د .دمحم عبد الحميد األلفي ،موسوعة التحكيم المحلي والدولي ،المجلد الثالث (قواعد وقوانين واتفاقيات وتوفيق وتحكيم دولية ،دار محمود للنشر والتوزيع،
© 2019NSP
Natural Sciences Publishing Cor.
60 مجلة جامعة العلوم التطبيقية المجلد 3العدد 2019 1
أ -أن أطراف االتفاق المناو عليه في المادة الثانية كانوا طبقا ً للقانون الذي ينطبق عليهم عاديمي األهلياة أو أن االتفااق الماذكور غيار
صحيح وفقا ً للقانون الذي أخضعه له األطراف أو عند عدم النص على ذل طبقا ً لقانون البلد الذي صدر فيه الحكم.
ب -أن الخام المطلوب تنفيذ الحكم عليه لم يعلن إعالنا ً صحيحا ً بتعيين المحكام أو بااجراءات التحكايم أو كاان مان المساتحيل علياه لسابب
آخر أن يقدم دفاع.
جـ -أن المحكم فال في نزاع غيار وارد فاي مشاارطة التحكايم أو فاي عقاد التحكايم أو تجااوز حادودهما فيماا قضاى باه ،وماع ذلا يجاوز
االعتراف وتنفيذ جزء من الحكم الخاضع أصالً للتسوية بطريق التحكيم إذا أمكن فاله عن باقي أجزاء الحكم غير المتفق على حلها بهاذا
الطريق.
د -أن تشكيل هيةة التحكيم أو إجراءات التحكيم مخالف لما اتفق عليه األطراف أو قانون البلد الذي تم فيه التحكيم في حالة عدم االتفاق.
هـ -أن الحكم لم يابح ملزما ً للخاوم أو ألغته أو أوقفته السلطة المختاة في البلد التي فيها أو بموجب قانونها صدر الحكم"(.)2
وقد سار القانون النموذجي على نفس الطريق الوارد في اتفاقية نيويورك ولم يأت بما ينص على أن العيب في محتوى القرار التحكيمي
يسوغ للطرف المتضرر الطعن فيه بالبطالن أو أن يكون سببا ً من أسباب البطالن ،وذل حين أورد حاالت البطالن في المادة ()5 /13
منه ،والتي تنص على "أنه ال يجوز للمحكمة القضايية الوطنية المختاة بدعوى البطالن أن تقضي ببطالن أي حكم تحكيم (خاضع
للقانون المذكور) ما لم يقدم المدعي الدليل على وجود حالة من حاالت البطالن اآلتية:
أن أحد طرفي اتفاق التحكيم مااب بأحد عوارض األهلية ،أو أن االتفاق المذكور غير صحيح وفقا ً للقانون الذي أخضع .3
الطرفان له هذا االتفاق أو وفقا ً لقانون الدولة الذي تخضع له أهلية الطرفين إذا لم يتفقا على إخضاع االتفاق لقانون دولة
أخرى.
ُ
أن ال يكون مدعي البطالن قد أبلغ علي وجه صحيح بتعيين أحد المحكمين أو باجراء من إجراءات التحكيم أو أنه لم يستطع .5
لسبب آخر أن يعرض قضيته.
أن يكون حكم التحكيم قد فال في نزاع لم يقاده أو لم يشمله اتفاق التحكيم أو أن يكون هذا الحكم قد فال في مسايل .1
تتجاوز هذا االتفاق على أنه إذا أمكن فال ما يكون الحكم قد فال فيه من مسايل خاضعة للتحكيم عن ما يكون قد فال
فيه الحكم من مسايل غير خاضعة للتحكيم فال يلحق إال هذا الشق األخير من الحكم.
أن تشكيل محكمة التحكيم أو اإلجراء الذي اتبع أمامها كان مخالفا ً التفاق الطرفين ،ما لم يكن هذا االتفاق منافيا لحكم من
ً .3
ً
أحكام هذا القانون التي ال يجوز للطرفين مخالفتها ،أو كان ذل التشكيل أو اإلجراء مخالفا لهذا القانون عند عدم وجود
اتفاق للطرفين بشأنه.
ً
إذا وجدت المحكمة المشار إليها أن موضوع النزاع ال يقبل التسوية بطريق التحكيم وفقا لقانون الدولة التي تتبعها هذه .2
()3
المحكمة أو وجدت أن حكم التحكيم يتعارض مع النظام العام في هذه الدولة" .
كذل أغفلت اتفاقية ع ّمان هذا السبب من أسباب البطالن وذل عندما حددت أسباب طلب البطالن في المادة ( /13فقرة ،)3والتي نات
على ما يلي:
"يجوز ألي من الطرفين ،بناء على طلب كتابي يوجه إلى رييس المركز طلب إبطال القرار إذا توافر سبب من األسباب التالية:
أ -أن الهيةة قد تجاوزت اختااصاتها بشكل هاهر.
ب -إذا ثبت بحكم قضايي وجود واقعة جديدة كان من طبيعتها أن تؤثر في القرار تأثيرا ً جوهرياً ،بشرط أن ال يكون الجهل بها راجعا ً
لتقاير طالب اإلبطال.
ج -وقوع تأثير غير مشروع على أحد المحكمين كان له أثر في القرار"(.)4
ورغم أن االتفاقية الدولية سالفة الذكر لم تنص على ضرورة تسبيب حكم التحكيم إال أننا نرى أن التسبيب ضرورة وضمانة أساسية من
ضمانات العدالة يجب االلت زام به ولو لم ينص عليه صراحة ألن تسبيب حكم التحكيم هو الذي يوضح للمحتكمين الجهد الذي بذله المحكم
أو المحكمون في استعراض مستندات الخاوم ودفاعهم ولماذا رجح وجهة نظر محتكم على آخر ،وما إذا كان الحكم الاادر قد التزم
حدود القانون المتفق على إخضاع النزاع له من ع دمه ،باإلضافة إلى أنه من ضمن األسباب يكون استعراض وقايع النزاع وإجراءات
التحكيم التي تمت ،ومن كل ذل يتبين ما إذا كان حكم التحكيم صحي ًحا ومطابقا ً التفاق التحكيم من عدمه ،وما إذا كان باطالً أم ال.
،130 – 106وانظر :د .صالح الدين جمال الدين ،ود .محمود مايلحي ،الفاعلية الدولية لقبول التحكيم في منازعات التجارة االلكترونية ،دار الفكر ( )2د .دمحم عبد الحميد األلفي ،مرجع سابق،
355إلى .359 الجامعي ،االسكندرية،5003 ،
530إلى ،531و د .فوزي دمحم سامي ،التحكيم ،235 – 233وانظر دمحم عبد الحميد األلفي ،مرجع سابق، ( )3د .حسني الماري ،التحكيم التجاري الدولي ،مطبعة عباد الرحمن ،القاهرة،3669 ،
.335 – 333 التجاري الدولي ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،االردن،5006 ،
.516 ( )4د .دمحم عبد الحميد األلفي ،مرجع سابق،
ومن ثم يجب على المحكم أن يبين األسباب التي استند إليها كي يفهم ويقتنع المحتكمون بقراره ،وهذا البيان تختلف فيه
التشريعات ،فمنها ما يكتفي بأن يكون التسبيب ذهنيًا ،وإن ههر يكون في حدود معينة ،وهذا ما أخذت به األنظمة اإلنجلوسكسونية ،بينما
األنظمة الالتينية قد تطلبت تحرير األسباب (.)5
ورغم أن القانون اإلنجليزي والدول التي تسير في فلكه ال تميل إلى تسبيب القرارات القضايية وتختزل األحكام في منطوقها،
وإذا ذكر القاضي أسبابًا لحكمه فانه من الناحية الفنية ال تعتبر جز ًءا من الحكم ،فاألصل أن القاضي ال يلزم بتبرير قراره .وفي إنجلترا
كان قانون التحكيم الاادر عام 3696قد مد هذا األ صل إلى التحكيم فاألصل عدم التسبيب إال إذا طلب أحد المحتكمين تسبيب القرار قبل
)6(.
صدوره
تطورا قد حدث في إنجلترا ،حيث أن قضاة المحكمة العليا أصبحوا يسببون أحكامهم ويلزمون بعض المحاكم األدنى وبعض ً إال أن هناك
المحاكم اإلدارية لتسبيب أحكامها حتى تتمكن المحكمة العليا من إعمال رقابتها على أحكام تل المحاكم.
المطلب الثاني
أسباب متعلقة باختصاص هيئة التحكيم
وفيما يتعلق با ختاا هيةة التحكيم وكونه من األسباب التي قد تؤدي إلى بطالن حكم التحكيم فقد نات المادة ( 25فقرة 3 /ب) من
اتفاقية واشنطن 3692م ،على أنه "يجوز ألي طرف من الطرفين أن يقدم طلبا ً كتابيا ً إلى السكرتير العام إللغاء الحكم ألي سبب من
األسباب اآلتية:
()7
(ب -استعمال المحكمة سلطة زايدة عن اختااصها)" .
وقد سار القانون النموذجي على نفس الطريق الوارد في اتفاقية واشنطن – سابقة الذكر – حين حدد في المادة ( /13فقرة 5بند )1منه،
والتي نات على "أنه ال يجوز للمحكمة القضايية الوطنية المختاة بدعوى البطالن أن تقضي ببطالن أي حكم تحكيم (خاضع للقانون
المذكور) ما لم يقدم المدعي الدليل على وجود حالة من حاالت البطالن اآلتية:
-1أن يكون حكم التحكيم قد فال في نزاع لم يقاده أو ال يشمل اتفاق التحكيم أو أن يكون هذا الحكم قد فال في مسايل تتجاوز هذا
االتفاق ،على أنه إذا أمكن فال ما يكون الحكم قد فال فيه من مسايل خاضعة للتحكيم عن ما يكون قد فال فيه الحكم من مسايل غير
(.)8
خاضعة للتحكيم فال يلحق إال هذا الشق األخير من الحكم
أما اتفاقية نيويورك لعام 3621م ،ووفق ما جاء في الماادة ( 2فقارة 3/بناد ج) فقاد ناات علاى "أن الحكام فاال فاي نازاع غيار وارد فاي
مشارطة التحكيم أو في عقد التحكيم أو تجاوز حدودهما فيما قضى به ،ومع ذل يجوز االعتاراف وتنفياذ جازء مان الحكام الخاضاع أصاالً
للتسوية بطريق التحكيم إذا أمكن فاله عن باقي أجزاء الحكم الغير متفق على حلها بهذا الطريق"(.)9
وبالتدقيق في تل المادة يتضح أن "تجاوز هيةة التحكيم الختااصاتها في نظر النزاع من أساباب رفاض االعتاراف وتنفياذ حكام التحكايم،
وذل كأن يتضمن هذا األخير موضوعا ً لم يرد في اتفاق التحكيم الذي ارتضاه الطرفان أو أن الحكم تضامن بعاض المساايل لام ياتم الانص
عليها في اتفاق التحكيم ولم يطلب األطراف حسمها تحكيمياً ،فمثل هذه األمور تعد تجاوزا ً لسلطة المحكمين في نظر النزاع .
وقد أشارة هذه المادة إلى أنه يجوز االعتراف والتنفيذ الجزيي لحكم التحكيم إذا أمكن فاله عن باقي أجزاء الحكم غير المتفاق علاى حلهاا
في اتفاق التحكايم ،حياث أن اتفاقياة نيوياورك تجياز تجزياة الحكام التحكيماي إذ يمكان لقاضاي التنفياذ أن يارفض الجازء الاذي لام ياتم قباول
إخضاعه للتحكيم ويأمر بتنفيذ الجزء اآلخر (.)10
أما بالنسبة التفاقية ع ّمان فانها أيضا ً قد سارت على نفس الخطوات فجعلت من تجاوز هيةة التحكيم أو محكمة التحكيم اختااصاتها بشاكل
هاهر سببا ً من أسباب البطالن وذل عندما حددت أسباب طلب البطالن في المادة ( 13فقرة 3/بند أ) ،والتي نات على ما يلي:
يجوز ألي من الطرفين ،بناء على طلب كتابي يوجه إلى رييس المركز طلب إبطال القرار إذا توافر سبب من األسباب التالية:
أ -أن الهيةة قد تجاوزت اختااصاتها بشكل هاهر (.)11
.532 ( )5د .حسين الماحي ،التحكيم النظامي في التجارة الدولية ،دار النهضة العربية ،القاهرة،5001 ،
.532 ( )6د .حسين الماحي ،المرجع السابق،
.166 – 161 ( )7د .دمحم عبد الحميد األلفي ،مرجع سابق،
.335 – 333 530إلى .531ود .فوزي دمحم سامي – مرجع سابق – ، 235 – 233د .دمحم عبد الحميد األلفي – مرجع سابق، ( )8د .حسني الماري ،مرجع سابق،
.130 ( )9د .دمحم عبد الحميد األلفي ،مرجع سابق،
.352 ( )10د .صالح الدين جمال الدين ،ود .محمود مايلحي ،ذات المرجع السابق،
.516 ( )11د .دمحم عبد الحميد األلفي ،مرجع سابق،
© 2019NSP
Natural Sciences Publishing Cor.
62 مجلة جامعة العلوم التطبيقية المجلد 3العدد 2019 1
المطلب الثالث
أسباب متعلقة بإجراءات التحكيم
لقااد تناولاات معظاام القااوانين الخاصااة بااالتحكيم إجااراءات العمليااة التحكيميااة وجعلتهااا فااي مقدمااة اهتمامهااا وقننتهااا بمااا يضاامن سااالمة هااذه
اإلجراءات من العيب المؤدي إلى البطالن.
وفي هذه الحالة يكون الطعن بقرار التحكيم مبنيا ً على أن المحكم أو هيةة التحكيم لم تحتارم القواعاد اإلجرايياة للتحكايم ،وهاذه القواعاد هاي
التي تضمن صحة تشكيل هيةة التحكيم وتضمن الحفاه على حقاوق الطارفين المتناازعين أثنااء إجاراء المرافعاة ،إذ قاد يطعان الخاام فاي
كيفية تشكيل هيةة التحكيم إذ لم يتم تشكيلها وفقا ً التفاق الطرفين ووفقا ً للقواعاد التحكيمياة التاي اختارهاا الطرفاان لساير عملياة التحكايم ،أو
وفقا ً للقواعد اإلجرايية الواجبة التطبيق في التحكيم ،ومان األماور اإلجرايياة التاي يمكان االساتناد إليهاا للطعان فاي القارار التحكيماي ،عادم
إجراء التبليغات األصولية لألطراف أو عدم معاملة الطارفين علاى قادم المسااواة فاي المرافعاة أو عادم ضامان حاق الادفاع ألحاد الطارفين
وذل باعطايه الفرصة الكافية لتقديم دفوعه وطلباته"(.)12
وقااد "وضااعت اتفاقيااة نيويااورك علااى عاااتق الطاارف المطلااوب تنفيااذ حكاام التحكاايم فااي مواجهتااه عاابء إثبااات أن تشااكيل هيةااة التحكاايم أو
إجراءات التحكيم مخالفة لما اتفق عليه األطراف أو لقانون البلد الذي تم فيه التحكيم في حالة عدم االتفاق.
ويتعين وفقا ً لهذا النص ضرورة الرجوع أوالً التفاق األطراف للفاال فاي صاحة تشاكيل هيةاة التحكايم أو اإلجاراءات التحكيمياة وهاو ماا
يؤكد اتجاه االتفاقياة الاذي يعتبار اتفااق التحكايم محاورا ً لعملياة التحكايم بأسارها وإذا لام يتنااول اتفااق األطاراف تلا المساايل باالتنظيم فياتم
الرجوع لقانون دولة مقر التحكيم"(.)13
أما بالنسبة للقانون النموذجي فقد نص في المادة ( 13فقرة 5/بند )5على أن من أسباب إجاازة التقادم بطلاب الابطالن "أن ال يكاون مادعي
البطالن قد أبلغ على وجه صحيح بتعيين أحد المحكمين أو باجراء من إجراءات التحكيم أو لم يستطع لسبب آخر عرض قضيته"(.)14
وقد نات االتفاقية األوروبية للتحكيم التجاري الدولي المعقودة في جنيف بتاريخ 53نيسان 3693م ،على نفس السبب تقريبا ً وجعلتاه مان
أسباب بطالن حكم التحكيم وذل حين نات في المادة ( 6فقرة 3/بند ب) تحت عنوان إبطال الحكم التحكيمي على ما يلي:
"إذا كان الفريق الذي طلب اإلبطال لم يجر تبليغه أصاوليا ً بتعياين الحكام أو باألصاول اإلجرايياة التحكيمياة أو إذا كاان قاد تعاذر علياه ألي
سبب آخر أن يبدي أدلته"(.)15
كااذل اتجهاات اتفاقيااة البنا الاادولي بشااأن تسااوية منازعااات االسااتثمار بااين الاادول ومااواطني الاادول األخاارى إلااى أن العيااب الااذي يااايب
إجراءات التحكيم سببا ً من أسباب البطالن وذل في المادة ( 25فقرة 3/بند د) حيث جاء فيها:
"يجوز ألي من الطرفين أن يطلاب إبطاال الحكام بطلاب كتاابي يوجاه إلاى الساكرتير العاام ويبناى علاى واحاد أو أكثار مان األساس التالياة:
..........أنه قد وقع تجاوز خطير لقاعدة أساسية من قواعد اإلجراءات"(.)16
ونرى أنـه يمكن إيجاز أسبـاب البطالن باإلجراءات وفق االتفاقيات سالفة الذكر في:
تشكيل هيةة التحكيم بشكل يخالف اتفاق المحتكمين. -
عدم مراعاة األصول األساساية للتقاضاي كااإلعالن لحضاور الجلساات وتمكاين المحتكماين مان تقاديم دفااعهم ومساتنداتهم وهاي -
أسباب عامة تؤدي تمييز األحكام القضايية أو نقضها ،وكذل تؤدي إلى بطالن التحكيم.
المطلب الرابع
أسباب متعلقة بمخالفة قواعد النظام العام
تتميز قواعد النظام العام بالعديد من األمور التي تضمن حف الحقوق من مخالفة قرار التحكيم ،فاذا خالف حكم التحكيم قواعد النظام
العام للدولة الاادر فيها الحكم فان ذل يعد سبب من أسباب بطالن القرار التحكيمي
تجدر اإلشارة إلى أن بعض القوانين الحديثة تفرق بين قواعد النظام العام الدولية وقواعد النظام العام الداخلية وياار إلى إبطال أو عدم
االعتراف وتنفيذ قرار التحكيم الدولي إذا كان مخالفا ً لقواعد النظام العام الدولي (.)17
أما غالبية القوانين فال تذهب إلى األخذ بمثل هذه التفرقة وال يمكن للدولة الماادقة أو االعتراف أو تنفيذ القرار التحكيمي وإن كان دوليا ً
إذا كان يتضمن مخالفة لقواعد النظام العام بالشكل الذي تعرفه قوانين تل الدول (.)18
ومن النظم الدولية التي جعلت مخالفة قواعد النظام العام من حاالت وأسباب الطعن في حكم التحكيم ما جاء به القانون النموذجي للتحكيم
التجاري الدولي حيث نات المادة ( 13فقرة 5/بند ) 2منه على أنه ال يجوز للمحكمة القضايية الوطنية المختاة بدعوى البطالن أن
تقضي ببطالن أي حكم تحكيم (خاضع للقانون المذكور) ما لم يقدم المدعي الدليل على وجود حالة من حاالت البطـالن اآلتيـة ..." :إذا
وجدت المحكمة المشار إليها أن موضوع النزاع ال يقبل التسوية بطريق التحكيم وفقا ً لقانون الدولة التي تتبعها هذه المحكمة أو وجدت أن
حكم التحكيم يتعارض مع النظام العام في هذه الدولة"( .)19وقد نات اتفاقية نيويورك كذل في المادة ( 2فقرة 5/بند ب) أنه" :يجوز
للسلطة القضايية في البلد ا لمطلوب إليها االعتراف وتنفيذ حكم المحكمين أن ترفض االعتراف والتنفيذ إذا تبين لها .....أن في االعتراف
بحكم المحكمين أو تنفيذه ما يخالف النظام العام في هذه البلد"(.)20
ونرى أن مسألة مخالفة حكم التحكيم للنظام العام سواء كان متعلقا ً بالنظام العام الدولي أو النظام العام المحلي ،ال تثور إال إذا كان هناك
مخالفة لحكم التحكيم لقاعدة من قواعد النظام العام للبلد المطلوب تنفيذ الحكم فيها.
المبحث الثاني
األسباب في التشريعات الوطنية
البد من االشارة ابتدا ًء الى ان أغلب تشريعات التحكيم قد حارت الحاالت التي توجب الطعن على حكم المحكمين في وجود خطأ في
اإلجراءات أو في التقدير.
وهذا ما نراه في المادة ( )539من قانون االجراءات المدنية االتحادي وتقابلها المادة ( )3313مرافعات فرنسي والمادة ( )21من قانون
التحكيم المار ي ،ويرى بعض شراح القانون أن في هذا تفسير واسع ألسباب البطالن ،وفي هذا الرأي يذهب البعض اآلخر إلى أن ذل
هو السبيل الوحيد بعد أن أوصد المشرع كل األبواب وجعل ألحكام التحكيم شأن ال تبلغه أحكام القضاء وهو أمر مؤسف لم يكن له ما
يبرره مهما كانت نبل البواعث الرامية إلى استخدام قانون التحكيم كوسيلة لجذب االستثمارات (.)21
ونرى عدم صحة هذا الرأي األخير ألن أحكام التحكيم مهما بلغ شأنها فهي ليست أعلى مرتبة من أحكام القضاء ،فحكم التحكيم إن لم ينفذ
رضا ًء برغبة المحتكمين فال يمكن تنفيذه إال بعرضه على قاضي مختص يحدده قانون البلد المطلوب تنفيذ حكم التحكيم فيه ،ويمنحه
الافة أو القوة التنفيذية بعد التأكد من أنه صدر صحي ًحا وفق إجراءات حددها اتفاق التحكيم وغير مخالف للنظام العام في بلد قاضي
التنفيذ ،وعلى ذل ال يمكن القول بأن أحكام التحكيم تسمو على أحكام القضاء.
وسنعرض فيما يلي لحاالت بطالن حكم التحكيم التي رصدتها القوانين الوطنية للتحكيم ،وكما يلي:
المطلب األول
عدم وجود اتفاق تحكيم أو بطالنه أو سقوطه بانتهاء مدته أو قابليتة لالبطال
وردت حالة عدم وجود اتفاق تحكيم أساسا ً أو بطالنه أو سقوطه بانتهاء مدته كذل في المادة (-3/539أ) من قانون االجراءات المدنية
االتحادي ،والمادة ( )3313من قانون المرافعات الفرنسي ،والمادة ( )21من قانون التحكيم الماري ،وبالنظر إلى تل المواد نجد أنها
تتفرع إلى ثالث حاالت مستقلة تكفي أي منها لرفع دعوى بطالن حكم التحكيم ،وهي كالتالي:
© 2019NSP
Natural Sciences Publishing Cor.
64 مجلة جامعة العلوم التطبيقية المجلد 3العدد 2019 1
تقديم دفاع المدعي عليه إلى محكمة التحكيم (.)22
ويقع كذل بطالن حكم التحكيم لعدم وجود اتفاق تحكيم حالة ما لو أبرم الطرفان مجموعة عقود وكان من بينها عقد نموذجي يتضمن
شرط التحكيم لم يوافق عليه أحد الطرفين صراحة أو ضمنا ً أو كانت حاالت انطباق هذا الشرط ال تتوافر بالنسبة للعقود التي أبرمها
الطرفان بالذات ،إذ يلزم اللتزام الطرفين بشرط التحكيم -في هاتين الحالتين -أن يكون قبولهما له قاطعا ً وواضحا ً (.)23
يكون الحكم باطالً إذا كان قد صدر بغير وثيقة تحكيم أو بناء على وثيقة باطلة أو سقطت بتجاوز الميعاد ،أو إذا كان الحكم قد خرج عن
حدود الوثيقة ،والواقع أن االلتجاء إ لى هذه الحالة أمر نادر الحدوث ،ويتحقق ذل في حالة عدم وجود تالقى إرادتين كما لو صدر
اإليجاب وقوبل بالرفض أو بالامت غير المالبس ،أو بقبول تضمن تعديالً لم يح بقبول ،ففي هذه الاور لم ينشأ أصالً أي اتفاق على
التحكيم (.)24
وقد أشارت إلى تل الحالة "المادة ( )3313من قانون المرافعات الفرنسي"( ،)25وكذل جاء في المادة ( )21من قانون التحكيم الماري
في الفقرة ( /3بند أ) قول المشرع " :إذا لم يوجد اتفاق تحكيم أو كان هذا االتفاق باطالً أو قابالً لإلبطال أو سقط بانتهاء مدته".
وقـد سار على نفس النهج القانون االماراتي فقد أجازت المادة ( 539فقرة /3/أ) الطعن في حكم التحكيم بالبطالن" :إذا صدر بغير وثيقة
تحكيم ....
وقد قضت محكمة النقض المارية بأن" :هيةة التحكيم تفال في الدفوع المبنية على عدم وجود اتفاق تحكيم أو سقوطه أو بطالنه أو
عدم شموله لموضوع النزاع وقضاؤها برفض الدفع ال يجوز الطعن عليه إال بطريق رفع دعوى بطالن حكم التحكيم المنهي للخاومة
كلها وفقا ً للمادة ( )21من قانون التحكيم الماري رقم 59لسنة 3663م "(.)26
كما قضت محكمة النقض المارية أيضًا بأنه "إن هيةة التحكيم تفال في الدفوع المبنية على عدم وجود اتفاق تحكيم أو سقوطه أو
بطالنه أو عدم شموله لموضوع النزاع ،فاذا ما قضت برفض الدفع فال يجوز الطعن عليه ال بطريق رفع دعوى بطالن حكم التحكيم
المنهي للخاومة كلها وفقا ً للمادة ( )21من القانون رقم 59لسنة 3663بشأن التحكيم في المواد المدنية والتجارية"(.)27
ثانياً -:أن يكون اتفاق التحكيم باطالً:
يشترط لوجود االتفاق على التحكيم وصحته أن تكون إرادة األطراف قد صدرت سليمة خالية من عيوب الرضا كالغلط والتدليس واإلكراه
واالستغالل ،كما يشترط أيضا ً قابلية المنازعة موضوع التحكيم للفال فيها بهذا الطريق .وبالتالي فعدم وجود الرضا أو تعيبه يؤدي إلى
بط الن االتفاق على التحكيم وذل لمخالفة الشروط المطلوبة لاحة االتفاق على التحكيم حسب القواعد العامة الخاصة بشرط التحكيم أو
مشارطته ،وبالنسبة لبطالن االتفاق الذي يتضمن شرط التحكيم فالمبدأ هو استقالل شرط التحكيم عن االتفاق الذي يرد فيه .وال يكون
الشرط باطالً إال إذا شابه عيب ذاتي خا به ( .)28وهنا قد يكون البطالن مطلقاً ،أو نسبياً ،حيث أن المحكم يستمد واليته بالنزاع من
اتفاق التحكيم ،سواء اتخذ صورة شرط أو مشارطه تحكيم ،فانه يشترط لاحة حكم التحكيم أن يكون االتفاق على التحكيم صحيحاً ،أما إذا
كان باطالً فانه يستتبع بطالن الحكم.
وأيًا كان األمر فان األسباب التي يلجأ إليها الطرفان في االدعاء ببطالن اتفاق التحكيم متعددة ،وأول هذه األسباب هو تخلف أحد الشروط
العامة الالزمة لوجود اتفاق التحكيم أو لاحته باعتباره عقداً ،وهو الرضا واألهلية والمحل والسبب المشروعين ،وخلو الرضا من
العيوب التي تفسده وهي اإلكراه والغلط والتدليس ،مع مراعاة أن األهلية الالزم توافرها -هنا -هي األهلية الالزمة إلبرام اتفاق التحكيم
باعتباره عقدا ً ملزما ً للجانبين .فاذا لم يتوافر أحد هذه الشروط كان عقد التحكيم باطالً أو قابالً لإلبطال بحسب ما إذا كان البطالن مطلقا ً أو
نسبياً .ويؤدي بطالن هذا العقد إلى بطالن حكم التحكيم ذاته ،حيث يجد أساسه -على حد تعبير محكمة النقض الفرنسية ( )29في عقد
التحكيم ذاته ،ويكونان معا ً كالً واحدا ً ويشاركه في خاصته العقدية .وإلى جانب هذا السبب الذي يتعلق بتخلف أحد الشروط الموضوعية
الالزمة لوجود اتفاق التحكيم أو لاحته قد يستند أحد الطرفين ،في دعوى بطالن الحكم ،إلى سبب موضوعي آخر يتعلق باحة هذا
االتفاق كتع لقه بمسألة ال يجوز فيها التحكيم أو تتعارض مع النظام العام مثل مخالفات قوانين الارف والقوانين الجمركية .كذل قد يستند
أحد الطرفين إلى عدم كتابة اتفاق التحكيم مطلقاً ،أو إلى إبرامه بغير تفويض خا من األصيل ،إذ يؤدي تخلف الكتابة أو التفويض إلى
بطالن اتفاق التحكيم ومن ثم إلى بطالن حكم التحكيم ذاته .فاذا كان بطالن اتفاق التحكيم مطلقا ً جاز للطرفين طلب بطالن حكم التحكيم،
أما إذا كان بطالن اتفاق التحكيم نسبيا ً فال يجوز التمس ببطالن الحكم إال لمن تقرر هذا البطالن لمالحته .وقد نات نفس المواد سابقة
الذكر على هذه الحالة المادة ( )3313من قانون المرافعات الفرنسي" ،والمادة ( )21من قانون التحكيم الماري في (ال فقرة /3بند أ)،
والمادة ( 539فقرة/3/أ) من قانون االجراءات المدنية االتحادي.
ثالثاً - :أن يكون اتفاق التحكيم لصدور الحكم قد سقط بانتهاء مدته
يعد سببًا لبطالن حكم التحكيم صدوره بعد انقضاء األجل أي الميعاد الذي حدده اتفاق التحكيم إلصدار الحكم أو الذي حدده القانون،
ويالح أن انقضاء أجل االتفاق ال يعني بطالنه وإنما يجعله غير صالح إلصدار حكم التحكيم بنا ًء عليه يعد زوال فاعليته وإذا كان حكم
التحكيم المنهي للخاومة الذي يادر بعد انتهاء أجل اتفاق التحكيم يقع باطالً إال أن هذا ليس من شأنه أن يمس ما يكون قد صدر من
هيةة التحكيم من أحكام قطعية في فترة قيام االتفاق (.)30
وتقضى المادة ( /32فقرة )3من قانون التحكيم الماري بأنه" :على هيةة التحكيم إصدار الحكم المنهي للخاومة كلها خالل الميعاد
الذي اتفق عليه الطرفان فان لم يوجد اتفاق وجب أن يادر الحكم خالل اثني عشر شهرا ً من تاريخ بدء إجراءات التحكيم ،وفى جميع
األحوال يجوز أن تقرر هيةة التحكيم مد الميعاد على أال تزيد فترة المد على ستة أشهر ما لم يتفق الطرفان على مدة تزيد على ذل ".
ويستفاد من هذا النص أن هنال ميعاد محدد إلصدار الحكم المنهي للخاومة هذا الميعاد يحدد اتفاقا ً في األصل ،فاذا لم يحدد االتفاق
الميعاد تكفل القانون بتحديده وهو اثني عشر شهرا ً مع مالحظة إمكانية مد هذا الميعاد على النحو المقرر بالنص ،ومن ثم فان مخالفة
الميعاد على النحو المقرر وصدور الحكم بالمخالفة له يجعل الحكم عرضة للبطالن .فاذا صدر حكم التحكيم بعد انتهاء المهلة المحددة
اتفاقا ً أو قانونا ً لادوره فانه يكون قد صدر بعد انتهاء والية المحكم بالنزاع ،وهي حالة من حاالت بطالن القرار التحكيمي(.)31
هذا ويشترط لقبول دعوى بطالن حكم التحكيم بنا ًء على ذل السبب أال يكون المدعي قد نزل عن مهلة التحكيم االتفاقية أو القانونية
صراحة أو ضمنا ً أثناء إجراءات التحكيم حيث لم يدفع أمام المحكمة ،قبل صدور الحكم ،بانتهاء واليته بانقضاء تل المهلة .ويستفاد هذا
النزول الاريح أو الضمني من قيام رافع دعوى البطالن بارسال مذكرة بدفاعه أو مستنداته إلى الحكم بغير تحف بعد انتهاء مهلة
التحكيم وقبل صدور حكم التحكيم ،وذل طالما كشفت هذه األفعال بغير لبس أو غموض عن إرادة النزول ،كما يستفاد هذا النزول من
قبول حكم التحكيم بعد صدوره بعد انقضاء مهلة التحكيم"( .)32وقد سار المشرع االتحادي في نفس االتجاه فحددت الفقرة (/3أ) من المادة
( )539من قانون االجراءات هذه الحالة فجاء فيها ... " :أو سقطت بتجاوز الميعاد ....وكذل المشرع الفرنسي في المادة (.)3313
المطلب الثاني
تعذر تقديم الدفاع من أحد أطراف النزاع
لم يتناول المشرع االتحادي صراحة على هذه الحالة من حاالت البطالن واكتفى بأن هذا الحكم تقرره المبادئ القانونية العامة بقانون
المرافعات وخاصة الحالة المناو عليها بالمادة (539فقرة/ج) وهي حالة إذا وقع بطالن في الحكم أو بطالن في اإلجراءات أثر في
الحكم.
) (
إلى تل المادة على أنها تغطي كل مخالفات حقوق الدفاع التي غالبا ً ما يستند إليها الخاوم في طلب بطالن حكم 33
ويشير البعض
التحكيم .ولاعوبة جمع تل المخالفات في نص جامع مانع فان المشرع االتحادي لم يذكر هذه الحالة من حاالت بطالن حكم التحكيم
ضمن الحاالت التي نات عليها المادة ( )539من قانون االجراءات مكتفيا ً بما نات عليه المادة في (فقرة/ج) من جواز رفع دعوى
بطالن حكم التحكيم إذا وقع بطالن في اإلجراءات أثر في الحكم إذ ال ش أن عدم احترام حقوق الدفاع ومبدأ المواجهة بوجه خا يؤدي
إلى بطالن اإلجراءات التي اتخذت في مواجهة الخام.
وقد ق ضت محكمة تمييز دبي بان " نطاق دعوى بطالن حكم التحكيم ،هو الخطأ في االجراءات دون الخطأ في التقدير ،فالعيوب التي
يجوز لمدعي البطالن التمس بها واردة على سبيل الحار في المادة 539اجراءات مدنية والقياس عليها غير جايز ،ومؤدى ذل عدم
قبول اي منازعة تكون غير متعلقة بالحاالت المحددة او تكون متعلقة بقواعد إلثبات او تقدير المحكم او اغفاله الفال في بعض الطلبات
34
او بعدم صحة او عدم كفاية اسباب حكمة".
وتجدر االشارة الى ان المشرع الماري قد قرر بطالن حكم التحكيم إذا تعذر على أحد طرفي التحكيم تقديم دفاعه بسبب عدم إعالنه
2منه. () 30دمحم صالح األلفي رييس محكمة ،بحث علمي منشور تحت عنوان عدم وجود اتفاق تحكيم كسـب من أسبـاب طلب إبطال حكم التحكيم .موقع عبر اإلنترنت http://www.eashaws.com
،510ود .عبد هللا عيسى علي الرمح ،مرجع 331 ،335و أ .شريف الطباخ ،مرجع سابق ()31أحمد دمحم عبد الاادق ،المرجع العام في التحكيم الماري والعربي والدولي ،الطبعة الثانية ،5001
.335 سابق،
.363 ( )32د .حسني الماري ،مرجع سابق،
.191 ( )33د .عزمي عبد الفتاح عطية ،قانون التحكيم الكويتي جامعة الكويت3660 ،
.201 ( ) 34تمييز دبي – الطعن رقم 31لسنة 5006طعن تجاري ،جلسة .5006/3/33انظر ايضا ً د .معتز العفيفي ،النظام القانوني للتحكيم ،مكتبة الجامعة الشارقة،5032 ،
© 2019NSP
Natural Sciences Publishing Cor.
66 مجلة جامعة العلوم التطبيقية المجلد 3العدد 2019 1
إعالنًا صحيحا ً بتعيين محكم أو باجراءات التحكيم أو ألي سبب آخر خارج عن إرادته (.)35
ويوجد هذا السبب أيضا ً في القانون الفرنسي ويؤدي إلى بطالن حكم المحكم إذ تنص المادة ( )3203والمادة ( 3205فقرة )5/من قانون
المرافعات الفرنسي الجديد ( ،)36وتلزم هذه المادة القاضي بأال يعتـد في قضايـه بأي دفاع أو إيضاحات أو مستندات قدمت في الدعوى من
األطراف إال إذا أتيحت الفرصة لهؤالء األطراف بالرد عليها بالمذكرات وتقديم أي مستندات.
وبنا ًء على ذل يمكن القول بأن ،ما نات عليه المادة ( 321فقرة 3/بند ج) من قانون التحكيم الماري من حالة البطالن التي تتمثل في
تعذر تقديم دفاع أحد الطرفين بسبب عدم إعالنه إعالنا ً صحيحا ً سواء بتعيين محكم أو بأي إجراء من إجراءات التحكيم ال يعدو أن يكون
تركيزا ً من المشرع على بيان بعض تطبيقات عدم احترام مبدأ المواجهة بالنسبة لمدعي البطالن ،األمر الذي يؤكد عجز المادة المذكورة
فيما اختتمت به عبارتها من قولها ...أو ألي سبـب آخر خارج عن إرادته"(.)37
المطلب الثالث
تشكيل الهيئة أو تعيين المحكمين خالف االتفاق
تنص المادة ( / 3 / 539ب) من قانون االجراءات المدنية االتحادي على بطالن حكم المحكمين إذا صدر الحكم من محكمين لم يعينوا
طبقا ً للقانون ،في حين تنص المادة ( / 3/ 21هـ) من قانون التحكيم الماري على جواز رفع دعوى بطالن حكم التحكيم في حالة إذا تم
تشكيل هيةة التحكيم أو تعيين المحكمين على وجه مخالف للقانون أو التفاق الطرفين.
وقد جاء في المادة ( )38( )5 /3313من قانون المرافعات الفرنسي "ويعالج هذا النص الحالة التي قد يكون فيها حكم التحكيم صحيحا ً في
ذاته ولكنه صدر من محكمة تحكيم غير مشكلة تشكيالً صحيحا ً أو من محكم غير معين تعيينا ً صحيحاً.
ومن صور هذه الحالة كون المحكم شخاا ً اعتباريا ً ال طبيعياً ،أو أن يكون المحكم قاصرا ً أو محجورا ً عليه أو محروما ً من حقوقه المدنية
بسبب عقوبة جنايية أو مفلسا ً لم يرد إليه اعتباره ،أو أن يعين بغير الطريق الذي رسمه القانون أي اتفاقا ً أو قضا ًء .وتشترط القوانين أن
يكون عدد المحكمين وتراً ،فاذا تم تشكيل محكمة من محكمين اثنين أو من أربعة محكمين مثالً ،كذل إذا اتفق الطرفان على تشكيل
محكمة التحكيم من عدد معين من المحكمين كخمسة محكمين مثالً فتم تشكيلها من ثالثة محكمين فقط ،أو كان شخاا ً طبيعيا ً توافرت فيه
الشروط القانونية ولكنه لم يقبل التحكيم كتابة )39( ،فان حكم التحكيم الذي تادره تل الهيةة أو هذا المحكم يكون باطالً.
وكذل األمر إذا اتفق الطرفان على أن يكون المحكم من جنسية معينة أو حامالً لمؤهل علمي معين أو صاحب خبرة قانونية أو فنية معينة
وتم تعيين محكم لم تتوافر فيه الشروط المتفق عليها ،أو إذا اتفق الطرفان على أن تقوم جهة معينة بتعيين المحكم المرجح فتم تعيينه من
قبل جهة أخرى (.)40
المطلب الرابع
استبعاد الحكم للقانون الموضوعي محل االتفاق
.511 ( )35د .مختار أحمد بريري ،التحكيم التجاري الدولي ،دار النهضة العربية ،القاهرة5003 ،
()36المواد ( )3205( ،)3203من قانون المرافعات المدنية الفرنسي (مرسوم .)3610/2/33
حيث تنص المادة ( )3203على أنه:
عليها في المادة .3205 " الحكم التحكيمي الاادر في فرنسا في التحكيم الدولي يقبل الطعن بطريق اإلبطال في الحاالت المناو
واألمر الذي يمنح الايغة التنفيذية للحكم التحكيمي ال يقبل أي طريق من طرق الطعن ولكن الطعن باإلبطال ينتج عنه حك ًما في حدود الدعوى االستةنافية مراجعة ضد أمر قاضي التنفياذ أو يرفاع ياد قاضاي
التنفيذ عن القضية ".
وكذل نات المادة ( )3205منه على أن:
" ال يجوز استةناف القرار الذي يعترف بالحكم التحكيمي أو يمنحه الايغة التنفيذية إال في الحاالت التالية:
-3إذا فال المحكم في النزاع دون عقد تحكيمي أو بنا ًء على عقد تحكيمي باطل أو انتهت مدته.
-5إذا لم يتم تشكيل المحكمة التحكيمية باورة قانونية أو لم يتم تعيين المحكم الوحيد وفقا ً لألصول.
-1إذا فال المحكم النزاع دون التقيد بالمهمة التحكيمية التي عهد بها إليه.
-3إذا لم يتم احترام مبدأ الوجاهية.
-2إذا كان االعتراف بالحكم التحكيمي أو تنفيذه مخالف للنظام العام الدولي.
.363 ( )37د .حسني الماري ،مرجع سابق،
()38المادة (3313فقرة )5 /من قانون المرافعات الفرنسي والتي تنص على أنه ":
( )39وقد يكون القبول ضمنيًا يستفاد من حضور المحكم جلسة التحكيم األولى وتحرير محضريها أو من المشاركة في عملية التحكيم أو من التوقيع على الحكم الاادر في نهاية خاومة التحكيـم( ،د.
.)311 عزمي عبد الفتاح عطية ،مرجع سابق،
.209 ( )40د .نجيب أحمد عبد هللا ثابت الجبلي ،مرجع سابق،
تحقق دعوى إبطال حكم التحكيم في قانون التحكيم متى أغفل المحكم أو تجاهل تطبيق القانون الذي اتفق عليه األطراف لحكم النزاع (،)41
وقد أولى المشرع إرادة األطراف عناية خاصة فقرر البطالن على مخالفتها على عكس بعض األنظمة القانونية األخرى ،فانها مع ذل لم
تخاص استبعاد القانون المختار من قبل المحكم كسبب مستقل للطعن بالبطالن على حكم التحكيم بل يعالج القضاء فيها التجاوز من قبل
المحكم في إطار سبب آخر مستقل من أسبا ب الطعن بالبطالن وهو خروج المحكم على حدود مهمته وعدم تقيده بها ،فيكون حكم التحكيم
باطالً إذا استبعد تطبيق القانون الذي اتفق األطراف على تطبيقه على موضوع النزاع.
وقد وردت هذه الحالة في المادة ( / 3/ 21د) من قانون التحكيم الماري التي تنص على جواز رفع دعوى بطالن حكم التحكيم إذا
استبعد تطبيق القانون الذي اتفق األطراف على تطبيقه على موضوع النزاع.
ومن الواضح أن هذه الحالة من حاالت البطالن ما هي إال تطبيق لمبدأ عدم جواز تجاوز المحكم التفاق التحكيم ،ألن هذا التجاوز يخرج
المحكم عن حدود مهمته إذا تضمن اتفاق التحكيم القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع واستبعده المحكم ،ومن ثم تندرج هذه
الحالة في نطاق الحالة المناو عليها في المادة ( /3/ 21و) التي تجيز رفع دعوى بطالن حكم التحكيم إذا جاوز حدود هذا االتفاق.
مما تقدم تجدر اإلشارة إلى أن المشرع االتحادي لم يشير إلى هذه الحالة ضمن حاالت البطالن المناو عليها في المادة ( )539من
قانون االجراءات مكتفيا ً بالنص على جواز رفع دعوى بطالن حكم التحكيم" :إذا خرج المحكم عن حدود الوثيقة" (الفقرة /أ) ،وهو
النص المقابل لنص المادة ( /3/ 21د) من قانون التحكيم الماري.
وحري بالبيان أن المش رع الفرنسي قد تفادى نواقص الناو السابقة وثغراتها ،في هذا الخاو ،بالنص على جواز رفع دعوى
بطالن حكم التحكيم في كل حالة يفال المحكم في موضوع النزاع دون أن يكون موافقا ً للمهمة المخولة له من الطرفين ،حيث يشمل ذل
بطالن حكم التحكيم بسبب مخالفته للقانون الموضوعي أو اإلجرايي الذي حدده اتفاق التحكيم:
المطلب الخامس
الفصل في أمور لم يشملها اتفاق التحكيم
ينص قانون االجراءات االتحادي على تل الحالة من خالل المادة (/3/539أ) حيث ورد في حيثيات النص انه اذا كان قد صدر الحكم
بغير وثيقة تحكيم او بنا ًءعلى وثيقة باطلة أو سقطت بتجاوز الميعاد او اذا خرج المحكم عن حدود الوثيقة .وقد ورد ذات االمر في المادة
( )3313من قانون المرافعات الفرنسي الفقرة ( )5تنص على جواز طلب هذا البطالن إذا لم يتم تشكيل المحكمة التحكيمية باورة
قانونية أو لم يتم تعيين المحكم الوحيد وفقا ً لألصول .واشارة الى ذل ايضا ً المادة ( / 3/ 21و) من قانون التحكيم الماري بعدم قبول
دعوى بطالن حكم التحكيم إال في األحوال اآلتية ومنها إذا فال حكم التحكيم في مسايل ال يشملها اتفاق التحكيم أو جاوز حدود هذا
االتفاق ومع ذل إذا أمكن فال أجزاء الحكم الخاصة بالمسايل غير الخاضعة له فال يقع البطالن إال على األجزاء األخيرة وحدها.
ومقتضى ذل أنه من الحاالت التي تقبل فيها دعوى البطالن ( )42إذا فال حكم التحكيم في مسايل ال يشملها اتفاق التحكيم أو جاوز حدود
هذا االتفاق ومع ذل إذا أمكن فال أجزاء الحكم الخاصة بالمسايل الخاضعة للتحكيم عن أجزايه الخاصة بالمسايل غير الخاضعة له فال
يقع البطالن إال على األجزاء األخيرة وحدها .وال ش أن المشرع االتحادي كان موفقا ً عندما اعتبر هذه الحالة من حاالت البطالن ذل
أن التحكيم يقوم في األساس على إرادة األطراف.
فاذا ما اتجهت اإلرادة إلى اللجوء للتحكيم بشأن نزاع ما فال يجوز للمحكم تجاوز حدود ما اتفقت عليه اإلرادة بشأن تحديد محل النزاع.
ومن ثم فال تمتد سلطة المحكم للمسايل األولية والفرعية وإنما في هذه الحالة يجوز للمحكم أن يحكم بوقف الخاومة أمامه إذا عرضت
خالل التحكيم مسألة أولية تخرج عند والية المحكمين ولو كانت بين نفس الخاوم ما دام لم يحال اتفاق بشأنها على التحكيم ،أو عرض
طعنا ً بتزوير في ورقة قدمت إلى المحكم ،كل هذا بشرط أن يكون الحكم في الموضوع متوقفا ً على الفال في تل المسألة األولية
فالمحكم ليس قاضيا ً ينطبق عليه ما ينطبق على القضاء من قاعدة أن قاضي األصل هو قاضى الفرع ( .)43ولكن إذا تعدى المحكم لمسايل
مطروحة عليه ولمسايل أخرى لم يشملها اتفاق التحكيم فان حكم التحكيم ال يبطل إال بقدر ما فال فيه بشأن هذه المسايل األخيرة إال إذا
كانت هذه المسايل ترتبط مع المسايل األخرى ارتباطا ً ال يقبل التجزية وذل كله وفقا لنظرية انتقا العقد.
هذا ويشمل النص على فرضان األول وهو الذي يفال فيه المحكم في مسألة لم يشملها االتفاق على التحكيم وهو سبب محدد وواضح
للطعن بالبطالن في الحكم الذي يفال مسألة تقع خارج نطاق االتفاق على التحكيم .أما الثاني فهو إمكانية الطعن بالبطالن في حكم
التحكيم إذا جاوز حدود االتفاق .ويرى بعض الفقه ( )44بأن فال المحكم في مسالة تقع خارج نطاق االتفاق على التحكيم تدخل في إطار
تجاوز المحكم لحدود هذا االتفاق.
هذا وبما ان المشرع قد أورد حكما ً خاصا ً لهذه المسألة فان االمر يعنى أن التجاوز يشمل صورة أخرى ليس من بينها صورة فال
.393 ( )41د .منير عبد المجيد ،األسس العامة للتحكيم الدولي والداخلي – منشأة المعارف ،االسكندرية،5000 ،
© 2019NSP
Natural Sciences Publishing Cor.
68 مجلة جامعة العلوم التطبيقية المجلد 3العدد 2019 1
المحكم في مسالة ال يشملها اتفاق التحكيم كحالة اغفال الفال في مسالة تم االتفاق على الفال فيها.
بنا ًء على ما تقدم فاذا رفعت دعوى البطالن نتيجة مخالفة القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع وتبين للمحكمة أن هيةة التحكيم
قد فالت فيما لم يكن مطروحا عليها أوانها تجاوزت االتفاق فان المحكمة ال تقضى بالبطالن من تلقاء نفسها .ألن المسألة ال تتعلق
بالنظام العام .وإنما يجب أن يتمس أحد األطراف بطلب البطالن تأسيسا على تجاوز الهيةة الحدود الواردة في اتفاق التحكيم.
ومع ذل إذا أمكن فال أجزاء الحكم الخاصة بالمسايل الخاضعة للتحكيم عن أجزايه الخاصة بالمسايل غير الخاضعة له فال يقع البطالن
إال على األجزاء األخيرة وحدها .وفق ما جاء في المادة (/ 3/ 539ب) من قانون االجراءات االتحادي.
المطلب السادس
وقوع بطالن في حكم التحكيم أو في إجراءات خصومة التحكيم
تنص المادة (/ 3 / 539ج) من قانون االجراءات االتحادي على قبول دعوى البطالن إذا وقع بطالن في حكم التحكيم أو كانت إجراءات
التحكيم باطلة بطالنا ً أثر في الحكم.
وهذا النص بعمومه يشمل كل العيوب التي تشوب حكم التحكيم سواء بسبب عدم توافر مفترض يلزم صحته ،واتفاق تحكيم صحيح لم
يسقط ،أو صدور الحكم ممن له والية إصداره ،أو صحة إجراءات الخاومة السابقة على إصدار الحكم (.)45
وتجدر األ شاره الى أن النظرية العامة لألحكام القضايية تقرر بطالن هذه األحكام مالم تكن تحوي على عيوب إجرايية سواء وردت هذه
العيوب في ذات ورقة الحكم ،بيانات أو توقيعات أو أشكال خاصة بهذه الورقة ،أو كانت العيوب اإلجرايية واقعة في اإلجراءات الحاملة
للحكم ،سواء كانت سابقة على إصداره أو المعاصرة لهذا اإلصدار أو التالية له ،بشرط أن تكون هذه العيوب مؤثرة في الحكم (.)46
ومن الواضح أن ما سبق يشمل حالة عامة لبطالن حكم التحكيم حيث تجمع حالة بطالنـه في ذاته ،وحالة بطالن اإلجراءات التي بنى
عليها هذا البطالن والتي في الغالب ما يكون لها أثـر في صحـة حكـم التحكيـم .وعليه نعالج ذل األمر من خالل- :
أوالً - :بطالن حكم التحكيم:
هناك العديد من األمور التي البد أن يشملها حكم التحكيم والتي قد تعيبه في حالة عدم توافرها فيه فيكون الحكم باط ً
ال إذا لم تتوافر
شروطه الموضوعية والشكلية التي تنص عليها المادة ( ) 535من قانون االجراءات االتحادي ،حيث بينت مجموعة من القواعد
اإلجرايية التي يجب على هيةة التحكيم مراعاتها عند إصدار الحكم منها ضرورة صدوره باألغلبية عند تعدد هيةة التحكيم ،وضرورة
تسبيبه ،وكتابته ،وتوقيعه ،وضرورة ا شتماله على أسماء الخاوم ،وعناوينهم ،أسماء المحكمين ،عناوينهم ،جنسياتهم ،صفاتهم ،صورة
اتفاق التحكيم ،ملخص لطلبات الخاوم وأقوالهم ومستنداتهم ومنطوق الحكم وتاريخ ومكان إصداره وتركت إلرادة الخاوم مجاالً
لالتفاق على عكس بعض ما جاء بها.
ثانياً - :بطالن في اإلجراءات أثر في الحكم:
أن وقـوع بطـالن فـي اإلجـراءات أثر في الحكـم ال يعنى أن أي بطـالن في اإلجراءات سوف يؤثر بالضرورة على الحكـم ،لكن العبرة
فـي ذل بمدى تحقيق اإلجراء لغايتـه من عدمـه وذل وفقا للقواعـد العامـة.
وتطبيقا لذل ( )47يعد بطالنا ً مؤثرا ً في الحكم إعالن أحد األطراف أو إرسال تقارير قدمت للهيةة إلى غير العنوان المحدد في اتفاق
التحكيم ألنه حرم هذا الطرف من إمكانية الحضور أو الرد على ما تضمنته هذه التقارير ،أما إذا ثبت علم الطرف رغم عدم صحة
اإلعالن فان بطالن اإلجراء ال يعد مؤثرا ً في الحكم.
وقد اتفق ذل مع ما اشارت له الفقرة (/3ج) من المادة ( " )539إذا وقع بطالن في الحكم أو بطالن في اإلجراءات أثر في الحكم ".
وهذا وقد أجاز المشرع على سبيل االستثناء ،الطعن في حكم المحكم الاادر نهاييا ً بدعوى بطالن أصلية ترفع باإلجراءات المعتادة أمام
المحكمة المختاة أصالً بنظر النزاع وذل في حالة إذا وقع بطالن في الحكم أو بطالن في اإلجراءات أثر في الحكم ،وقد نات المادة
( / 3 / 21ز) من قانون التحكيم الماري على هذه الحالة أيضًا ،واستقر قضاء محكمة النقض المارية على ذل (.)48
وقد قضـت محكمـة النقـض بأن" :االلتجاء لدعوى بطالن حكم المحكمين حاالته م 25ق 59لسنة .3663وقوع بطالن في الحكم أو في
اإلجراءات أثر فيه ،أثره .بطالنه ،وبأنه " نص المادة ( )25من القانون رقم 59لسنة 3663في شأن التحكيم في المواد المدنية والتجارية
ببطالن حكم التحكيم وقبول الدعوى بذل في ا لحاالت التي عددتها ومن بينها ما أوردتها في الفقرة (ز) منها من وقوع بطالن في حكم
.265 ( )45د .فتحي والي ،قانون التحكيم في النظرية والتطبيق ،الطبعة االولى ،منشأة المعارف ،االسكندرية5009 ،
.301 ( )46د .نبيل إسماعيل عمر ،مرجع سابق،
.531 ،531د .دمحم شهاب – مرجع سابق – ( )47د .مختار أحمد بريري ،مرجع سابق،
(– )48تنص المادة ( / 3/ 21ز) من قانون التحكيم الماري رقم ( )59لسنة 3663م على أن (" ) 3ال تقبل دعوى بطالن حكم التحكيم إال في األحوال اآلتية( :ز) إذا وقع بطالن في حكم التحكيم ،أو كانت
إجراءات التحكيم باطلة بطالنا ً أثر في الحكم ".
التحكيم أو كانت إجراءات التحكيم باطلة بطالنا ً أثر في الحكم (الطعن 3951لسنة 99ق جلسة .)49(")3669/35/31
المطلب السابع
مخالفة التحكيم لقاعدة متعلقة بالنظام العام
لم ينص قانون االجراءات االتحادي على هذه الحالة من حاالت بطالن التحكيم ،ومع ذل فال جدال في اعتباره حالة من الحاالت التي
تجيز للمحكوم عليه بحكم تحكيم يضمن مخالفة للنظام العام رفع دعوى ببطالنه.
اما المادة ( )9/ 3313من قانون المرافعات الفرنسي فقد نات على جواز رفع هذه الدعوى إذا خالف المحكم قاعدة متعلقة بالنظام العام.
وكذل نات على هذه الحالة المادة ( /21فقرة )5من قانون التحكيم الماري في المواد المدنية والتجارية (.)50
وتنارف هذه الحالة إلى عدم قابلية النزاع للتسوية عن طريق التحكيم ألن هذا يعد سببًا لبطالن االتفاق.
وبذل يكو ن المشرع قد حدد معنى النظام العام المانع من تنفيذ حكم التحكيم بأنه النظام العام الداخلي في مار وليس النظام العام الدولي،
فالنظام العام الدولي هو نظام عام مشترك بين كل الدول ونابع من المالحة العليا للجماعة الدولية والواقع أن هذه الفكرة غير موجودة
بالشكل الكافي والواضح والمحدد كما هو الشأن في النظام العام الداخلي.
ويرى البعض ( )51أن عدم ذكر المشرع الماري لماطلح ،الدولي ،بجانب فكرة النظام العام الواردة في إطار المادة ( )5/ 21من قانون
التحكيم والمادة ( / 21ب) من ذات القانون ،كأسباب للبطالن ولمنع منح أمر التنفيذ ترجع إلى أن هذا القانون يعالج التحكيم الداخلي
والدولي في ذات الوقت.
هذا وان فكرة النظام العام فكرة مرنة تأبى عن التعريف وتختلف من مكان آلخر وفي ذات المكان تختلف من زمان آلخر ،ولكنها فكرة
طاردة لكل ما يخالفها وهي تعبر ف ي النهاية عن المقومات االجتماعية واالقتاادية والسياسية في الدولة .وإذا ما تعلق األمر بحكم تحكيم
أجنبي فانه يجب فهم فكرة النظام العام الداخلي بمعناها الموجود في النظرية العامة للقانون الدولي الخا ،وليس معنى ذل االلتجاء
لفكرة النظام العام الدولي ،وإنما األ مر مازال يتعلق بفكرة النظام العام الداخلي ذل أن هذه األخيرة تلعب دورا في مجال القانون الداخلي
يختلف عن الدور الذي تلعبه في القانون الدولي الخا .حيث ان فكرة النظام العام في القانون الداخلي يتمثل في ضمان عدم الخروج
اإلرادي عن القواعد اآلمرة ،وعلية فان اي م خالفة لقاعدة آمرة تعد خرقا للنظام العام وذل إذا كانت العالقة وطنية بحتة .أما دور فكرة
النظام العام في القانون الدولي الخا وفي مجال تنفيـذ أحكام التحكيـم األجنبية فتتمثل في استبعاد هذا الحكـم والقضاء ببطالنـه على
عكس األصل الذي يقضى بسالمة هذا الحكم (.)52
وبنا ًء على ذل فان فكرة النظام العام في القانون الدولي الخا تتسم بالطابع االستثنايي على خالف المفهوم في القانون الداخلي .وعليه
ليست أي مخالفة للنظام العام في إطار القانون الداخلي تعد كذل في إطار القانون الدولي الخا ،بمعنى اخر ليست كل مخالفة لقاعدة
آمرة تعد مخالفة للنظام العام.
ويتحدد مفهوم النظام العام الذي يتعين إخضاع حكم التحكيم له بوقت ممارسة الرقابة على الحكم ،والقاعدة المماثلة لهذا المبدأ والتي تطبق
على األحكام األجنبية يطلق عليها مبدأ وقتية النظام العام ،ومن هنا قد يحدث أن يكون حكم التحكيم متوافقا مع النظام العام لحظة صدوره
بينما يعتبر ضد النظام العام لحظة إصدار األمر بتنفيذه.
هذا ولم ينص المشرع االتحادي على هذه الحالة صراحة ،بيد أن البطالن ال يزول في هذه الحالة إذا تنازل عنه صراحة أو ضمنا من
شرع لمالحته ألنه يتعلق بالنظام العام وذل وفق المادة ( )33من قانون االجراءات االتحادي.
3الخاتمـــــــــــة
يتبوء التحكيم التجاري في الفترة األخيرة مكانة بارزة في نظم فض المنازعات التجارية الدولية والوطنية على حد سواء ،ولعل السبب
فيما ناله التحكيم من مكانة مرموقة ترجع إلى أن للتحكيم عدد من المميزات التي ال تتوافر في عدد كبير من نظم القضاء العادي ،مع قلة
العيوب التي ينطوي عليها والتي تتمثل في عدم إلزامية حكمه ،وكذل ارتفاع مااريفه في اآلونة األخيرة تحديداً .وقد تناولنا أسباب
البطالن التي من شأن أي من طرفي النزاع االحتجاج بها للطعن في الحكم ،وهناك حاالت جاءت ضمن االتفاقيات وقواعد التحكيم الدولية
منها أسباب متعلقة بمحتوى القرار ،وهي الحاالت التي تتعلق بتسبيب القرار أو عدم إلزام المحكمين بالعنارين الشكلي والموضوعي في
إصدار القرار وايضا أسباب متعلقة باختاا هيةة التحكيم ،وهي األسباب التي تتعلق بطريقة اختيار هيةة التحكيم أو المحكمين والتزام
القانون في هذا الجانب .وكذل أسباب متعلقة باجراءات التحكيم ،وهي الحاالت أو األسباب التي تتعلق بحاول كل طرف من طرفي
.136 - 131 ( )49الطعـن ( 3955لسنة 99ق جلسة )3669/35/31شريف الطباخ ،مرجع سابق،
( )50تنص المادة ( )5// 21من قانون التحكيم الماري في المواد المدنية والتجارية على أنه " :وتقضي المحكمة التي تنظر دعوى
البطالن من تلقاء نفسها ببطالن حكم التحكيم إذا تضمن ما يخالف النظام العام في جمهورية مار العربية ".
.509 ،509 ( )51د .حفيظة السيد الحداد ،االتجاهات المعاصرة بشأن اتفاق التحكيم ،3669
© 2019NSP
Natural Sciences Publishing Cor.
70 مجلة جامعة العلوم التطبيقية المجلد 3العدد 2019 1
النزاع على حقه في تقديم دفاعه ،ووصول مستنداته إلى هيةة التحكيم وكذل إخطاره باجراءات التحكيم المختلفة وغير ذل .كما ان هناك
أسباب متعلقة بمخالفة قواعد النظام العام ،وهي األسباب التي من شأنها تحقيق حالة من حاالت البطالن عندما يخالف القرار التحكيمي
الاادر من هيةة التحكيم للنظام القانوني للدولة الاادر فيها والمتمثلة في القواعد المشرعة ضمن قانون المرافعات وغيره من القوانين.
3-1النتائــــــــــــــج
مما سبق فقد تكلل البحث بالعديد من النتايج ،كما يلي:
يعتبر حكم التحكيم عمالً قضاييا ً يتمتع بحجية الشيء المقضي وقوته النافذة التي ال يجوز المساس به إال في إطار محدد وحاالت -
محددة حارياً.
البد أن تتوافر في عقد التحكيم الشروط الشكلية والموضوعية الالزمة لاحة العقد حتى ينفذ وتترتب عليه آثاره المختلفة. -
يكون الحكم باطالً إذا شابه عيب في الحكم ذاته وهو ما يتعلق (بتسبيب الحكم – لغة الحكم – قيامه على الغش والتدليس – عدم -
الحيادية).
عليها في القوانين تقبل دعوى البطالن في حالة بطالن اإلجراءات فقط أو العيب اإلجرايي وكذل باقي الحاالت المناو -
الوطنية والدولية.
لم تشر االتفاقيات ونظم القوانين والقواعد الدولية إلى كل حاالت البطالن التي نات عليها القوانين الوطنية ،حيث نجد تباينا ً -
كبيرا ً بين تل االتفاقيات في هذا الشأن.
3-2التوصيات
نوصي بتفريد فقرات المادة 539من قانون االجراءات االتحادي حيث ان الفقرة االولى جاءت بمجموعة من االحكام في حين -
ان الفقرة الثانية جاءت بحكم واحد فقط ،لتكون كل فقرة نص مادة مستقلة لتسهيل ادراج التعديل.
نوصي بضرورة توحيد نظم وقواعد التحكيم العربية بما يتناسب مع النظم والقواعد الدولية واإلقليمية. -
نوصي بايجاد نص في قانون االجراءات المدنية االتحادي ،الباب الخا بالتحكيم ،يبطل الحكم في حالة مخالفة القواعد -
العامة.
اخيرا ً نوصي با ستالل االحكام الخاصة بالتحكيم من قانون االجراءات االتحادي ووضعها ضمن قانون مستقل للتحكيم -
واالسراع في اصداره .
قائمة المراجع
] [1احمد دمحم عبد الاادق ،المرجع العام في التحكيم الماري والعربي والدولي ،بدون دار نشر ،الطبعة الثانية .5001،
] [2حفيظة حداد ،االتجاهات المعاصرة بشأن اتفاق التحكيم ،طبعة 3669م.
] [3حسين الماحي ،التحكيم النظامي في التجارة الدولية ،الناشر دار النهضة العربية بالقاهرة ،الطبعة الثانية 5001م.
] [4حسني الماري ،التحكيم التجاري الدولي ،مطبعة عباد الرحمن – القاهرة – 3669م.
] [5شريف الطباخ ،التحكيم االختياري واإلجباري في ضوء مختلف آراء الشراح القانونيين وأحكام محكمة النقض ،الطبعة األولى – دار الفكر والقانون – 5001م.
] [6صالح الدين جمال الدين ،و د .محمود مايلحي ،الفعالية الدولية لقبول التحكيم في منازعات التجارة الدولية (دراسة في ضوء أهم وأحدث أحكام التحكيم الدولي)
،دار الفكر الجامعي – اإلسكندرية5003 ،م.
] [7عزمي عبد الفتاح عطية ،قانون التحكيم الكويتي – الطبعة األولى – مطبوعات جامعة الكويت3660 ،م.
] [8عبد هللا عيسى علي الرمح ،حكم التحكيم (وفقا ً لقانون المرافعات المدنية والتجارية وقانون التحكيم القضايي – دراسة في القانون الكويتي والقانون الماري
مقارنًا بالفقه اإلسالمي) – دار الكتب – الكويت – الطبعة الثانية – 5006م.
] [9عبد الحميد األحدب ،موسوعة التحكيم الدولي ،الجزء الثاني والثالث – دار المعارف – القاهرة – 3661م.
] [10فوزي دمحم سامي ،التحكيم التجاري الدولي ،الناشر دار الثقافة للنشر والتوزيع 3310هـ 5006 -م.
] [11فتحي والي ،قانون التحكيم في النظرية والتطبيق – الطبعة األولى ،الناشر منشأة المعارف باإلسكندرية 5009م.
] [12منير عبد المجيد ،األسس العامة للتحكيم الدولي والداخلي في القانون الخا في ضوء الفقه وقضاء التحكيم – منشأة المعارف – اإلسكندرية5000 ،م.
] [13مختار أحمد بريري ،التحكيم التجاري الدولي ،دراسة خاصة للقانون الماري الجديد بشأن التحكيم في المواد المدنية والتجارية ،دار النهضة العربية –
القاهرة 3662،م.
] 114محمود مختار أحمد بريري ،التحكيم التجاري الدولي ،الطبعة الثالثة 5003م ،الناشر دار النهضة العربية.
] [15دمحم عبد الحميد األلفي ،موسوعة التحكيم المحلي والدولي ،المجلد الثالث (قواعد وقوانين واتفاقيات وتوفيق وتحكيم دولية) ،دار محمود للنشر والتوزيع.
] [16معتز العفيفي ،النظام القانوني للتحكيم ،مكتبة الجامعة ،الشارقة ،االمارات العربية المتحدة.5032 ،
] [17نبيل اسماعيل عمر – التحكيم في المواد المدنية والتجارية الوطنية والدولية ،الناشر دار الجامعة الجديدة5003 ،م.
القوانيـن
قانون االجراءات المدنية االتحادي رقم ( )33لسنة 3665والمعدل بالقانون رقم ( )10لسنة 5002والقانون رقم ( )30لسنة .5033 -
قانون التحكيم الماري رقم 59لسنة 3663م المعدل بالقانون رقم 6لسنة 3669م. -
القانون الفرنسي للتحكيـم – قانـون المرافعـات المدنيـة (مرسوم .)3610/2/33 -
القانون النموذجي للتحكيم التجاري الدولي بالبحرين. -
القانون النموذجي للتحكيم (اليونسترال) الاادر عن لجنة القانون التجاري باألمم المتحدة 3612م. -
© 2019NSP
Natural Sciences Publishing Cor.